لأبي الحسن علي بن محمد بن المنمر الطرابلسي ت 432هـ، الطبعة الأولى: 2023، رقم الإيداع القانوني: 699/2022، دار الكتب الوطنية بنغازي، الترقيم الدولي الموحد للكتاب (ردمك): ISB: 978-9959-944-05-4.
ولد ابنُ المنمِّر رحمه الله بطرابلس سنة 348هـ ، وتوفى بِـ«غَنِيمَة» -شرقي طرابلس على البحر- سنة 432هـ، «وقبر ابن المنمِّر على شاطئ البحر بمنطقة «النَّقَّازَة» على يمين الذاهب إلى طرابلس، وقد تَصَحَّفَ الاسمُ إلى المُنِير، فأصبح يعرف باسم (سيدي المُنِير). وكثير من الناس لا يعرف أن هذا القبر هو قبر الفقيه أبي الحسن ابن المنمِّر رحمه الله» (المقدمة الدراسية لكتاب الكافي ص 30).
أخذ رحمه الله العلمَ عن أئمة كبار منهم: الإمام المحدث الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد ابن الخصيب الطرابلسي المعروف بابن زكرون المتوفى سنة 370هـ، والإمام ابن أبي زيد القيرواني المتوفى سنة 386هـ، والإمام أبو الحسن علي بن محمد المعافري المعروف بالقابسي المتوفى سنة 403هـ، والإمام أبو القاسم الجوهري المتوفى سنة 385هـ أو سنة 381هـ، والإمام أبو عبد الله الوشاء المصري المالكي المتوفى سنة 397هـ، وبمكة ـ شرفها الله ـ عن الإمام أبي الحسن بن رزيق البغدادي المتوفى سنة 391هـ، وغيرهم، وعنه أخذ العلمَ جملةٌ من العلماء منهم: الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن محرز القيرواني المتوفى حوالي سنة 450هـ، والإمام أبو يعقوب يوسف ابن حماد المجريطي المتوفى سنة 473هـ، وغيرهم رحم الله الجميع.
جاء الكتاب في «496» صفحة، وهو من مفاخر علمائنا المالكية في البلاد الليبية، «اجتَمَع له من الخُصُوصيّة والتَّميُّز أمورٌ منها: أنه قديمٌ في تاريخه؛ فهو في أوّل القَرْن الخامس الهِجري، وأنه أوّل مُؤلَّفٍ وصَلَنَا حتى الآن مِن تُراث عُلماء الْمَالكِيّة في عِلم الميراث الْمُجرَّد ، وأنَّ صاحبَه كان مِمَّنْ وَاجَهَ بِدَع دولة العُبَيْدِيِّين (الشِّيعَة)، ودَفَع ثَمَن ذلك؛ حيث سُلبتْ أملاكُه، ونُفي خارج طرابلس في «غَنِيمَة"».
يقول مُحقِّقُ الكتاب د. حمزة أبو فارس حفظه الله: «هذا الكتاب مُهِمٌّ جِدّاً في بابه، وذلك لأنّه:
أوّلًا: اشْتمَل على ما يُقارِب المئة والخمسِين ورَقةً؛ أي حوالي: ثلاث مئة صفحة، ولذا فهو يُعتبر كتابًا مُوسَّعًا في هذا العِلم.
ثانيًا: مصدرٌ قديمٌ لِهذا العِلم؛ إذْ لا نَعرف مصْدرًا أقْدَم منه فيما وصَل إلينا مِن مُؤلَّفات؛ خُصُوصًا في المذهب المالكي.
ثالثًا: كان عُمدةً في بابه حتى في حياة المؤلِّف. فقد كان الناس - كما قُلنا - يحرصون على سماعه، وتتضح أهميتُه بما وصَفَه به مترجِمُو ابنِ المنمِّر، ولنستمع إلى ما يقوله عياض رحمه الله: «وكان فقيها فرضيا، له في الفرائض کتابٌ مفیدٌ مشهورٌ، سَمَّاهُ بالكافي» (ترتيب المدارك 7/274) وكفى بهذه الشهادة من إمام من أئمة المالكية» (المقدمة الدراسية لكتاب الكافي ص 35).
كتاب الكافي في الفرائض

07
أكتوبر